الطاقة النووية في أفريقيا.. حل عملي وواعد لمشكلة إمدادات الكهرباء (تقرير)

الطاقة النووية في أفريقيا.. حل عملي وواعد لمشكلة إمدادات الكهرباء (تقرير)
الطاقة النووية في أفريقيا.. حل عملي وواعد لمشكلة إمدادات الكهرباء (تقرير)

تمثّل الطاقة النووية في أفريقيا حلًا عمليًا وواعدًا لمشكلة إمدادات الكهرباء، التي يعاني ملايين الأشخاص فيها من فقر الطاقة.

ووفقًا لتقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يتميز مشهد الطاقة في جميع أنحاء أفريقيا بتفاوتات صارخة وتحديات ملحّة، حيث يفتقر أكثر من 600 مليون شخص فيها إلى الكهرباء، أي ما يقارب 43% من السكان.

وفي العديد من البلدان، يُعدّ انقطاع التيار الكهربائي واقعًا يوميًا، إذ تعاني دول مثل زيمبابوي من انقطاعات تصل إلى 19 ساعة يوميًا خلال أوقات الذروة.

حتى في أسواق الطاقة الأكثر تطورًا، مثل جنوب أفريقيا، ما يزال الوضع محفوفًا بالمخاطر، حيث يُعطّل انقطاع التيار الكهربائي الحياة والأعمال لأكثر من 200 يوم سنويًا.

الطلب على كهرباء موثوقة ومستدامة

على الرغم من أن البنية التحتية الحالية في جنوب أفريقيا تضمن فترات متقطعة من الاستقرار، فإن الطلب على كهرباء موثوقة ومستدامة يفوق بكثير الإمدادات الحالية.

وتؤكد هذه التحديات الحاجة الملحّة إلى حلول تحويلية، وتبرز الطاقة النووية في أفريقيا حلًا عمليًا وواعدًا.

على عكس مصادر الطاقة الأخرى، توفر الطاقة النووية إمدادات كهرباء مستقرة، ويمكن التنبؤ بها، لا تتأثر بالظروف الجوية أو تقلبات أسعار الوقود.

محطة كويبرغ للطاقة النووية قرب مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا
محطة كويبرغ للطاقة النووية قرب مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا – الصورة من بلومبرغ

من خلال الاستثمارات المناسبة بالبنية التحتية لقطاع الطاقة النووية في أفريقيا، يمكن للقارّة معالجة أزمة الطاقة لديها، وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، وتمهيد الطريق للنمو الاقتصادي والاستدامة.

بالنسبة للعديد من الدول الأفريقية، فإن تطوير التكنولوجيا النووية يتجاوز استقلال الطاقة، ويمكن أن يدفع النمو الاقتصادي، ويحسّن نوعية حياة الملايين، ويساعد في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

ويُعدّ الحصول على كهرباء مستقرة بأسعار معقولة ضرورة أساسية للاقتصادات الحديثة، ويمكن أن توفر الطاقة النووية في أفريقيا ركيزة لأمن الطاقة في جميع أنحاء القارة.

طموحات الطاقة النووية في أفريقيا

تُعدّ جنوب أفريقيا مثالًا بارزًا على طموحات الطاقة النووية في أفريقيا.

ونظرًا لكون محطة كويبرغ للطاقة النووية الحالية المنشأة التشغيلية الوحيدة من نوعها في أفريقيا، تُخطط البلاد الآن لتوسيع قدرتها النووية.

في عام 2023، أعلنت حكومة جنوب أفريقيا خطة جديدة لشراء 2500 ميغاواط إضافية من الطاقة النووية.

وتُعدّ هذه خطوةً مهمة في ظلّ استمرار البلاد في مواجهة أزمة طاقة تتّسم بنوبات انقطاع متكررة للتيار الكهربائي وعدم موثوقية إمدادات الكهرباء.

وسيُخفّف هذا التوسع من نقص الطاقة في البلاد، وسيُقلّل من اعتمادها على الفحم، الذي كان المصدر الرئيس للكهرباء، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.

محطة كريل الكهربائية بمقاطعة مبومالانغا في جنوب أفريقيا
محطة كريل الكهربائية بمقاطعة مبومالانغا في جنوب أفريقيا – الصورة من بلومبرغ

بدوره، أكّد وزير الكهرباء والطاقة في جنوب أفريقيا، كغوسيانتشو راموكجوبا، أهمية هذا التوسع في إستراتيجية البلاد للطاقة، ومن المتوقع إعلان المقاولين قريبًا.

ويُعدّ هذا جزءًا من جهد أوسع نطاقًا لتنشيط القطاع النووي، ما يُرسّخ مكانة جنوب أفريقيا دولةً رائدةً في تطوير طاقة نظيفة وموثوقة في أفريقيا.

تجدر الإشارة إلى أن دور جنوب أفريقيا في مجال الطاقة النووية يتجاوز حدودها، حيث تتمتع البلاد بالقدرة على ترسيخ مكانتها بصفتها قوةً تكنولوجيةً رائدةً في القارة، بفضل خبرتها الواسعة في الصناعة النووية.

تبادل الخبرات في مجال الطاقة النووية

أدّى مهندسو جنوب أفريقيا دورًا محوريًا ببناء أول محطة للطاقة النووية في العالم العربي، وهي محطة براكة للطاقة النووية في الإمارات العربية المتحدة.

وتُمكِّن هذه الخبرة جنوب أفريقيا من مساعدة الدول الأفريقية الأخرى في إنشاء برامجها النووية الوطنية.

محطة براكة للطاقة النووية في دولة الإمارات العربية المتحدة
محطة براكة للطاقة النووية في دولة الإمارات العربية المتحدة – الصورة من أسوشيتد برس

وبصفتها الدولة الوحيدة في القارة التي تتمتع بخبرة تشغيلية في المجال النووي، تتمتع جنوب أفريقيا بقدرة فريدة على قيادة الجهود الرامية إلى توسيع البنية التحتية النووية في جميع أنحاء أفريقيا.

ويُعدّ التعاون الدولي إحدى القوى الدافعة وراء اهتمام أفريقيا المتزايد بالطاقة النووية.

مشروعات الطاقة النووية في أفريقيا قيد التنفيذ

في مارس/آذار 2024، حضر مؤتمر "أفريقيا للطاقة إندابا" بمدينة كيب تاون كبار اللاعبين النوويين، مثل شركة كيبكو ومعهد كيري (كلاهما من كوريا الجنوبية)، وشركة سنردي الصينية، وشركة وستنغهاوس الأميركية، وشركة روساتوم الروسية.

وتُقدّم هذه الشركات -التي ينشط العديد منها في دول أفريقية متعددة- معارفَ حيوية ودعمًا تقنيًا للمشروعات النووية في أفريقيا.

خلال المؤتمر، أكّد وزير الموارد المعدنية والنفطية في جنوب أفريقيا، غويدي مانتاشي، التزام بلاده بالطاقة النووية بإعلانه خططًا لتمديد العمر التشغيلي لمحطة كويبرغ وإضافة 2500 ميغاواط من القدرة النووية إلى الشبكة.

وما تزال الشراكة بين شركة المرافق الوطنية في جنوب أفريقيا "إسكوم" و"روساتوم" تُشكّل حافزًا لتطوير كفاءات المهنيين العاملين بالصناعة النووية في جنوب أفريقيا، مع توقيع اتفاقية تعاون لتطوير نهج مُركّز على الإنسان في التدريب وتنمية الموارد البشرية خلال قمة المناخ كوب 28 في مدينة دبي عام 2023.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق الحموشي في زيارة عمل إلى النمسا
التالى عرض جديد يحبس الأنفاس يستعرض أسلوب لعب Mafia: The Old Country - غاية التعليمية