تشهد مصر طفرة غير مسبوقة في قطاع الثروة الحيوانية، حيث تولي الدولة اهتمامًا كبيرًا بتنمية هذا القطاع الحيوي من خلال إطلاق مشروعات قومية ضخمة تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي، تقليل الاعتماد على الاستيراد، ودعم صغار المزارعين.
وفي ظل التحديات العالمية مثل ارتفاع أسعار الأعلاف وتعطل سلاسل التوريد، تسعى مصر إلى تعزيز إنتاج اللحوم والألبان محليًا، مما يسهم في استقرار الأسعار وتوفير فرص عمل للشباب في المناطق الريفية.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض المشروعات المصرية في مجال الثروة الحيوانية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
استراتيجية تنمية الثروة الحيوانية
وأطلقت مصر استراتيجية شاملة لتنمية الثروة الحيوانية، تركز على تحسين سلالات الماشية المحلية، وتطوير البنية التحتية، وتوفير التمويل اللازم للمزارعين.
ووفقًا لتقارير الهيئة العامة للاستعلامات، تشمل الأهداف الرئيسية لهذه الاستراتيجية زيادة إنتاجية الألبان واللحوم، وتمصير السلالات عالية الإنتاجية المتأقلمة مع الظروف المصرية، وتقليل فجوة الاستيراد.
وقد خصصت الحكومة 10 مليارات جنيه كقروض ميسرة لدعم صغار المزارعين، مما يعزز دخلهم ويحسن مستوى معيشتهم.
من أبرز المبادرات توقيع بروتوكولات تعاون مع مؤسسات مثل "مصر الخير" ووزارتي الأوقاف والتضامن، بالإضافة إلى القطاع الخاص، لتوفير رؤوس ماشية محسنة، كما تم تجهيز 28 محجرًا حدوديًا بمعامل صحة حيوانية لضمان جودة الماشية المستوردة ومنع انتقال الأمراض عابرة الحدود.

مشروعات رائدة تدعم الأمن الغذائي
ويعد مشروع المليون رأس ماشية من أهم المشروعات القومية في هذا القطاع، حيث يهدف إلى سد الفجوة الغذائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم والألبان، حيث بدأ المشروع بتربية 200 ألف رأس، تشمل 180 ألف عجل تسمين و20 ألف بقرة حلابة، مع خطط للتوسع للوصول إلى مليون رأس.
وتشمل المشروعات البارزة الأخرى:
- مجمع الإنتاج الحيواني والألبان بمدينة السادات: افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي هذا المجمع عام 2022 على مساحة 1000 فدان، ويضم 6 مزارع، مركزًا علميًا للأبحاث، مستشفى بيطري، ومصنعًا لمنتجات الألبان، ويعتمد المجمع على سلالات مستوردة من البرازيل وإسبانيا وهولندا، ويُعد نموذجًا للتكامل بين الإنتاج والبحث العلمي.
- مجمع الإنتاج الحيواني بالفيوم: يستوعب 18 ألف رأس ماشية، ويضم مركز أبحاث بيطرية مزود بأحدث المعامل لدراسة الأمراض وتطوير الأعلاف، مما يضمن إنتاجًا صحيًا وآمنًا، ويعد هذا المجمع جزءًا من 9 مجمعات عملاقة تستهدف الاكتفاء الذاتي.
- مزرعة غرب غرب المنيا: تضم 1200 رأس من الجاموس المحسن وراثيًا، وهي نموذج للمشروعات الحكومية التي تركز على السلالات المتأقلمة مع المناخ المصري.
تحديات وحلول مبتكرة
وعلى الرغم من التقدم المحرز، يواجه القطاع تحديات مثل ارتفاع تكاليف الأعلاف، حيث تستورد مصر جزءًا كبيرًا منها من دول مثل روسيا وأوكرانيا، ولمواجهة ذلك تعمل الدولة على تطوير أعلاف محلية وتحسين كفاءة الإنتاج من خلال التقنيات الحديثة، كما تم إصدار أكثر من 4 آلاف رخصة لمشروعات الثروة الحيوانية والعلفية لتشجيع الاستثمار.
من ناحية أخرى، يعزز قطاع الثروة الحيوانية الاستدامة البيئية من خلال استخدام روث الحيوانات كسماد طبيعي، مما يزيد خصوبة التربة، وتطبيق نظم الجودة والأمان الحيوي في سلاسل الإنتاج، كما يسهم التأمين على الماشية، الذي شمل 1.5 مليون رأس عام 2022، في حماية استثمارات المزارعين.
آفاق المستقبل
وتسير مصر بخطى ثابتة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في المنتجات الحيوانية، مع خطط لتوسيع المشروعات القومية وفتح أسواق تصديرية جديدة.
ويعد التعاون مع القطاع الخاص ومؤسسات البحث العلمي ركيزة أساسية لاستدامة هذه الجهود، ومع استمرار الاستثمار في البنية التحتية والتكنولوجيا، يبدو المستقبل واعدًا لقطاع الثروة الحيوانية، مما يعزز مكانة مصر كقوة زراعية إقليمية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.