نفايات الطاقة الشمسية متهم "أقل ضررًا" في تلوث البيئة (تقرير)

أثارت نفايات الطاقة الشمسية حالة من الجدل مؤخرًا بشأن حجم تأثيرها الضار في البيئة وصحة الإنسان خاصة أنها تحتوي على مادة مسببة للسرطان والرصاص السام.

وتنتج تلك النفايات في حالتَيْن؛ الأولى هو انتهاء عمرها الافتراضي الذي يتراوح عادة بين 25 و30 عامًا، والآخر عند استبدالها بعد العواصف وعيوب التصنيع والتحديثات.

وما أثار تحذيرات من اقتراب أزمة تلوح في الأفق هو تضاعف حجم نفايات الطاقة الشمسية 4 مرات خلال 4 سنوات انتهت في العام الماضي (2024)، بحسب أحدث بيانات قطاع الطاقة المتجددة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

على الناحية الأخرى، يبدو حجم نفايات الطاقة الشمسية "ضئيلًا" عند المقارنة بنفايات الوقود الأحفوري، وعلى رأسها حرق الفحم والغاز الطبيعي، على أساس كل ميغاواط/ساعة من الكهرباء المولدة بوساطتها.

حجم نفايات الطاقة الشمسية

تقترب المليارات من ألواح الطاقة الشمسية من انتهاء عمرها الافتراضي، ومعها تتزايد مقترحات الحلول للتخلص منها أو إعادة تدويرها.

وتشير بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة إلى أن نحو 90% من الألواح الشمسية ينتهي بها المطاف في مكبات النفايات.

لكن تلك الألواح حتى مع انتهاء دورها في توليد الكهرباء تحتوي على مواد مهمة يمكن إعادة تدويرها مثل الألومنيوم والسيليكون والزجاج.

وبين عامي 2020 و2024، ارتفع حجم نفايات الطاقة الشمسية عالميًا 4 أضعاف من نحو 220 ألف طن سنويًا إلى 900 ألف طن سنويًا.

وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" (IRENA) أن تكون 90% من تلك النفايات قبل عام 2030 ناتجة عن الخروج المبكر من الخدمة نتيجة التحديثات أو العيوب الفنية أو العواصف.

ويصل حجم النفايات الناتجة عن وحدة طاقة شمسية عادية بين 1.7 وكيلوغرامَيْن تقريبًا من المخلفات الصلبة عن كل ميغاواط/ساعة من الكهرباء.

لكن تبدو نفايات الطاقة الشمسية ضئيلة عند المقارنة بنظيرتها في حالة حرق الفحم والغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء.

وفي حالة الفحم، ينتج ما يتراوح بين 80 و100 كيلوغرام من النفايات الصلبة، مثل الرماد "السام" عن إنتاج ميغاواط للساعة، وهو ما يزيد بمقدار 40 إلى 50 مرة عن الطاقة الشمسية.

كما ينبعث نحو 950 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون عن كل ميغاواط/ساعة، وهو ما يزيد بمقدار 500 مرة عن نفايات الطاقة الشمسية، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية (EIA).

وفي حالة توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي، لا ينتج عن نفايات صلبة، لكنه يُطلق نحو 450 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون عن كل ميغاواط/ساعة، وهو ما يزيد بأكثر من 200 مرة عن الطاقة الشمسية.

نفايات الطاقة الشمسية مقابل الفحم والغاز

ثمة مبالغة في تأثير حجم نفايات الطاقة الشمسية دون وضعها في سياقها المناسب، وهو مقارنتها بالفحم والغاز الطبيعي أكثر أنواع الوقود الأحفوري استعمالًا في توليد الكهرباء.

وتنبع تلك التحذيرات من المدافعين عن خطط إزالة الكربون ممن وضعوا الأولويات في غير محلها، كما أن هناك اتجاهًا متعمدًا لإبطاء وتيرة تحول الطاقة من قِبل المدافعين عن صناعة الوقود الأحفوري.

يأتي ذلك في الوقت الذي تشكّل فيه نفايات الطاقة الشمسية حصة ضئيلة وقابلة لإعادة التدوير مقارنة بمصادر الكهرباء الأخرى.

ويوضح الرسم البياني الآتي -أعدته منصة الطاقة المتخصصة- أكثر الدول صاحبة قدرات الطاقة الشمسية العالمية:

إذ سيكون من الأفضل التركيز على مواجهة الآثار البيئية "الكارثية" لتوليد الكهرباء بالوقود الأحفوري بدلًا من تضخيم "التحديات المتواضعة" المصاحبة لتقنيات الطاقة النظيفة.

وعلى نحو خاص، يمكن إعادة تدوير نسبة كبيرة ومتزايدة من مكونات الوحدات الشمسية خاصة في الاتحاد الأوروبي بدعم من تشريعات مواتية.

وتتوافر تقنيات وأنظمة إعادة تدوير الألواح الشمسية، كما أنها قابلة للتوسع سريعًا بما يدعم التخلّص الآمن من النفايات في المستقبل.

وبناء على ذلك، فإن المحاولات الجارية لوصف نفايات الطاقة الشمسية بالأزمة أو المشكلة تحمل نتائج عكسية، كما أنه في غير محله؛ إذ يُصرف النظر عن المشكلات الأكثر إلحاحًا في الرحلة لمكافحة آثار تغير المناخ والتلوث الناتج عن حرق الوقود الأحفوري.

وبناء على الأرقام المذكورة سابقًا عن حجم نفايات الطاقة الشمسية وتلك الخاصة بالفحم والغاز الطبيعي، يتضح أيضًا أن محطات الوقود الأحفوري لا تؤدي إلى تلوث مستمر وكبير للغلاف الجوي فحسب وإنما تنتج عن حرق الفحم تحديدًا نفايات صلبة سامة وهائلة مقارنة بالطاقة الشمسية.

كما ينتج عن نفايات الألواح الشمسية الزجاج والألومنيوم والسيليكون والبلاستيك، وهي مواد قابلة لإعادة التدوير بنسبة تزيد على 80%، كما تحتوي على نسبة ضئيلة من المواد السامة مثل الكادميوم (مسبب للسرطان) والرصاص.

ويحتوي غبار الفحم على مواد خطرة مثل اليورانيوم والرصاص والسيلينيوم والزرنيخ والزئبق، وكلها تشكّل خطرًا كبيرًا على الصحة إذا وصلت إلى التربة والمياه والهواء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

1. نفايات الطاقة الشمسية من منصة "كلين تكنيكا".