في أجواء روحية مهيبة، ألقى البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، كلمته في قداس عيد القيامة المجيد لعام 2025، مؤكداً على أن العائلة هي المنبت الأول للرجاء، والدعامة الأساسية لمجتمع إنساني قائم على الإيمان والمحبة.
العائلة… حلم الله للإنسانية
أكد أن العائلة هي “علامة حيّة على محبّة الله الأمينة ورحمته الواسعة”، على الرغم من التحديات المتعددة التي تواجهها، كالأزمات الاقتصادية، وتفكك القيم، والثقافة المادية التي تضعف الروابط الأسرية. ووصفها بأنها “المدرسة الأولى” التي يتعلّم فيها الأبناء القيم الروحية والإنسانية.
أزمة الوقت… ونداء للعودة إلى الجوهر
سلّط البطريرك الضوء على غياب الوقت في حياة العائلة الحديثة، قائلاً: “لا وقت للحوار، ولا للصلاة، ولا لنقل الإيمان”. واستشهد بكلمات البابا فرنسيس في “فرح الحب”: “الوقت الذي نخصصه للعائلة هو استثمار في أغلى ما نملك”. داعياً العائلات إلى استعادة هذا الزمن الثمين لبناء علاقات أكثر دفئاً وصدقاً.
الرجاء يولد في تفاصيل الحياة اليومية
أشار غبطته إلى أن الرجاء لا يولد في لحظات عظيمة فقط، بل في التفاصيل اليومية الصغيرة:
• في حنان الأم،
• وتفاني الأب،
• واجتهاد الأبناء،
• وحكمة الجد،
• وفي المصالحة والغفران بين أفراد الأسرة.
واستشهد بعبارة البابا فرنسيس: “المسيح القائم هو رجاؤنا، وبه ننظر إلى المستقبل ولا نستسلم لليأس”.
العائلة المتألّمة… والرجاء المتجدّد
تطرّق البطريرك إلى آلام العائلات في صمت، من مرض، أو فقر، أو انفصال، أو بطالة، أو وحدة، مؤكداً أن “هشاشة العائلة تنعكس سلبًا على المجتمع بأسره”، ومردداً: “لا مستقبل للمجتمع بدون العائلة”.
القيامة… دعوة إلى تجديد الرجاء
اختتم البطريرك كلمته بتأكيد أن عيد القيامة هو دعوة متجددة لكل عائلة لعيش قوة القيامة في حياتها اليومية، قائلاً: “فلتكن بيوتنا أماكن مقدسة للصلاة والغفران، وكلماتنا مملوءة بالحنان، وجراحنا مفتوحة لرحمة الله الشافية”.
صلوات من أجل العالم ومصر
دعا البطريرك إلى الصلاة من أجل السلام في العالم، وخصوصاً البلدان المتألمة من الحروب والدمار، ومن أجل اللاجئين والمشرّدين، ومن يعانون من اليأس والإحباط. كما رفع الصلاة من أجل مصر، رئيسها، وشعبها، مؤكداً على ضرورة التمسك بالقيم الروحية والتعاون من أجل الازدهار.
خاتمة الرجاء: “المسيح قام! فلنقم معه نحن وعائلاتنا”
واختتم البطريرك كلمته بنداء رجاء وإيمان: “المسيح قام! ومعه، فلنقم نحن أيضًا، ولتقم عائلاتنا في نور قيامته المجيدة”، متمنياً للجميع عيدًا مباركًا مفعمًا بالإيمان والمحبة والرجاء.