قال البطريرك ابراهيم اسحق بطريرك الكاثوليك بمصر في زمن تكثر فيه الأزمات وتتصاعد فيه التحديات، تشرق قيامة المسيح كنبراس منير يضيء دروب الإيمان ويؤكد أنّ الرجاء المسيحيّ ليس وهماً، بل حقيقة حيّة نعيشها في كل لحظة.
قيامة المسيح: شهادة للحياة في وجه الموت
في عالم تمزّقه الحروب وتغزوه الشكوك، قد يبدو الرجاء ضعيفاً، إلا أنّ قيامة المسيح تمنحنا يقيناً بأنّ الحياة أقوى من الموت، وأنّ النور سينتصر مهما طال ليل الألم. القيامة ليست ذكرى تاريخية فقط، بل هي نداء دائم بأنّ الحياة الجديدة ممكنة، وأنّ الخلاص قريب لكل من يؤمن.
ما هو الرجاء المسيحي؟
الرجاء، كما يعلّمه التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، هو فضيلة إلهية تملأ القلوب بالشوق إلى ملكوت السماوات، مع ثقة لا تتزعزع في وعود المسيح الصادقة (البند 1817). إنه ليس مجرد أمل عابر، بل طاقة داخلية تمنحنا الثبات وسط الاضطراب، وتساعدنا على مقاومة اليأس، وتحرّرنا من أنانيتنا لننطلق نحو محبة تبذل الذات.
المسيح القائم: رجاؤنا الحيّ
فصح القيامة هو قلب الإيمان المسيحي، وهو اللحظة التي يقلب فيها الله منطق العالم: من الموت تولد الحياة، ومن الألم ينبثق الفرح. المسيح القائم ليس فقط رمزاً للانتصار، بل هو حضور حيّ يرافقنا في كل صعوبة، ويعلّمنا أن ننظر إلى الصليب لا كخاتمة، بل كبوابة للمجد.
دعوة للشهادة: “كونوا نور الرجاء في العالم”
الرجاء المسيحي ليس ملكاً خاصاً، بل رسالة نُدعى جميعاً لحملها. في كلامه المؤثّر، يقول البابا فرنسيس: “لا تدعوا أحدًا يسرق منكم الرجاء”. فهذه الفضيلة ليست هروباً من الواقع، بل التزام بتغييره، بنشر المحبة، وبزرع الثقة في مجتمعاتنا المتعبة.
لنشهد لهذا الرجاء بحياتنا، لنكن وجوهاً تشعّ بنور المسيح، ونبني عالماً أكثر إنسانية ورحمة.