أخبار عاجلة

تطور جديد بأزمة المناخ.. القطب الجنوبي يحيّر العلماء بحدث مثير

تطور جديد بأزمة المناخ.. القطب الجنوبي يحيّر العلماء بحدث مثير
تطور جديد بأزمة المناخ.. القطب الجنوبي يحيّر العلماء بحدث مثير

ما زالت أزمة المناخ تثير علامات الاستفهام داخل الأوساط العلمية، إذ كشفت نتائج دراسة حديثة النقاب مؤخرًا حدثًا مفاجئًا لأول مرة منذ عقود طويلة في القطب الجنوبي.

وقارن الباحثون في جامعة تونجي الصينية بين التغييرات بالزيادة والنقصان في الغطاء الجليدي للقارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا) خلال المدة بين أبريل/نيسان (2002) وديسمبر/كانون الأول (2023).

وجاءت النتائج خلافًا لما أثار فزع العالم في السابق من ذوبان الجليد في القطب الجنوبي، بما يرفع مستوى سطح الماء في البحار والمحيطات، ويوقظ ثورات البراكين الخامدة، ما يهدّد الحياة على كوكب الأرض.

وفجّرت النتائج حقيقة جديدة مفادها أن القارة الجنوبية المهجورة تشهد منذ سنوات معدودة ارتفاعًا في حجم كتلة الجليد على نحو غير متوقع وملحوظ.

ورغم أن ذلك قد يكون مبعثًا للتفاؤل، فإن ثمة تأكيد أن أزمة المناخ لم تنتهِ بعد، بحسب تفاصيل الدراسة التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

تغيرات في القطب الجنوبي

أرجعت الدراسة ارتفاع كتلة الجليد في القطب الجنوبي إلى معدل هطول غير طبيعي للأمطار.

ولهذا السبب؛ شهدت الأعوام بين 2021 و2023 ارتفاعًا في حجم الكتلة على نحو ملحوظ وغير متوقع لأول مرة منذ عقود طويلة.

وفي تغيُّر وُصِف بالتاريخي، ازداد حجم كتلة الجليد بنحو 108 غيغاطن سنويًا بين عامي 2021 و2023.

لقطة من القطب الجنوبي
لقطة من القطب الجنوبي - الصورة من "antarctic science platform"

يُقارَن ذلك بانخفاض مطّرد للكتلة الجليدية، مما أثار حالة من الفزع لتسبُّبه برفع مستويات المياه في البحار والمحيطات بالعالم أجمع، واتُهم تغير المناخ بالتسبب فيه.

وتسارَع ذلك الانخفاض خلال العقد الماضي، وكانت المناطق الأكثر تضررًا هي غرب القطب الجنوبي وأجزاء من شرق القارة حيث شهدت ذوبان الجليد على نحو يُنذر بالخطر.

ووصل معدل ذوبان كتلة الجليد بين عامي 2002 و2010 إلى 73.79 غيغاطن في العام، لكن الرقم تضاعفَ تقريبًا إلى 142.6 غيغاواط طن بين عامي 2011 و2020.

وكانت منطقة غرب القطب الجنوبي ومنطقة "ويلكس لاند – كوين ماري لاند" شرقًا الأكثر تضررًا، وفق بيان إعلان نتائج الدراسة التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وارتكزت نتائج الدراسة على بياناتِ مُهمّةِ "تجربة استعادة الجاذبية وتجربة المناخ" الفضائية التابعة لوكالة ناسا (GRACE) والمهمة التابعة لها "غريس-فو" -بالتعاون مع المركز الألماني أبحاث العلوم الجيولوجية (GFZ)- اللتين تقيسان التغييرات الحاصلة في جاذبية الأرض لرصد حجم كتلة الجليد بالقطب الجنوبي.

أزمة المناخ ومستوى سطح البحر

يوجد داخل الغطاء الجليدي للقطب الجنوبي أكثر من نصف الماء العذب في العالم، لكنه ظل لعقود أحد أبرز المتسببين في رفع مستوى سطح البحر.

وتسبَّب ذوبان الجليد في القطب الجنوبي خلال المدة بين عامي 2002 و2010، الناتج عن أزمة المناخ، في ارتفاع منسوب المياه بالبحار بمعدل 0.21 ملليمترًا سنويًا.

وتضاعف ذلك الرقم إلى 0.39 ملليمترًا سنويًا بين عامي 2011 و2020.

لكن بين عامي 2021 و2023، ساعد نمو كتلة الجليد بمقدار 108 غيغاطن سنويًا في تعويض "مؤقت" للذوبان بمقدار 0.30 ملليمترًا سنويًا.

وعزا العلماء الأمر إلى زيادة هطول الأمطار؛ وهو ما أدى لزيادة حجم كتلة الجليد خلال السنوات الأخيرة.

ورغم ما يحمله ذلك من تفاؤل، فإن العلماء أعربوا عن مخاوفهم إزاء استقرار الغطاء الجليدي للقطب الجنوبي في المستقبل.

إذ إن أحواض الجليد الرئيسة في منطقة "ويلكس لاند – كوين ماري لاند" -وهي "توتن" و"موسكو" ودنمان" و" فينسينز"- تقع بين فئة المناطق الأكثر عرضة للخطر في القطب الجنوبي، رغم أنها شهدت أكبر زيادة للجليد بين عامي 2021 و2023.

وإذا تفككت بالكامل، سيرتفع مستوى سطح البحر لأكثر من 7 أمتار، بما يهدد الحياة على المجتمعات القريبة من السواحل.

وكانت تلك الأحواض تفقد كميات من الكتلة بوتيرة متسارعة بسبب ذوبان السطح وتسارع تدفُّق الجليد نحو المحيط، إلّا أن ذلك "يتعافى جزئيًا حاليًا"، بحسب التقرير.

لكن ذلك لا يعني أن أزمة المناح قد انتهت، وربما تكون الزيادة الجليدية مرتبطة بأنماط هطول غير عادية ومؤقتة للأمطار.

وبناءً على ما سبق، يقول العلماء، إن زيادة الجليد تمثّل مفاجأة وتذكيرًا بمدى حساسية المناطق القطبية للتغييرات المناخية.

وإذا استمرت الزيادة على هذ النحو، فإنها قد تعيد تشكيل التوقعات لمستوى البحر على المدى القريب، وإذا لم يدعمها تغيرات مناخية أكبر تأثيرًا، ستكون تلك الزيادة مؤقتة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. زيادة الجليد في القطب الجنوبي لأول مرة منذ عقود من شبكة فوكس
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق سياسات تغير المناخ الحالية تمهد لاضطرابات بيئية تؤثر في كوكب الأرض (تقرير)
التالى سفينة حفر تقتنص عقدًا جديدًا بقيمة 135 مليون دولار