ارتفعت أسعار النفط، خلال تعاملات اليوم الخميس 24 أبريل/نيسان (2025)، في محاولة لتعويض جزء من الخسائر التي لحقت بها في الجلسة الماضية مع زيادة الطلب في أميركا، أكبر مستهلك للنفط.
ويقيّم المستثمرون الأنباء المتداولة عن زيادة محتملة في إنتاج أوبك+ مقابل إشارات متضاربة بشأن الرسوم الجمركية من البيت الأبيض والمحادثات النووية الجارية بين الولايات المتحدة وإيران.
وتلقّت أسواق النفط دعمًا من انخفاض مخزونات البنزين في الولايات المتحدة بنحو 4.5 مليون برميل، خلال الأسبوع الماضي، لتصل إلى مستوى 229.5 مليون برميل، كما تراجعت مخزونات المقطرات -التي تشمل الديزل ووقود التدفئة وغيرهما- بمقدار 2.4 مليون برميل، لتصل إلى 106.9 مليون برميل.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الأربعاء 23 أبريل/نيسان، على انخفاض بأكثر من 2% مع ارتفاع الدولار الأميركي، وتكهنات بشأن تسريع إنتاج زيادة الإنتاج من جانب 8 دول أعضاء في أوبك+.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:18 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:18 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يونيو/حزيران 2025، بنسبة 0.26%، لتصل إلى 66.29 دولارًا للبرميل.
كما زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يونيو/حزيران 2025، بنسبة 0.32%، لتصل إلى 62.47 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وانخفض الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) نحو 1.9% و2.2% على التوالي خلال الجلسة الماضية، بعد أن نقلت وكالة رويترز عن مصادر لم تسمها أن عددًا من أعضاء أوبك+ يعتزمون التقدم بمقترح لتسريع وتيرة زيادة إنتاج النفط في يونيو/حزيران 2025، بعد الموافقة على زيادته بمقدار 411 ألف برميل يوميًا في مايو/أيار.
وخفّض صندوق النقد الدولي توقعات أسعار النفط في عامي 2025 و2026، مع تزايد المخاوف الاقتصادية جرّاء حرب الرسوم الجمركية، متوقعًا أن يصل متوسط العقود الآجلة لأسعار الخام في 2025 إلى 66.94 دولارًا للبرميل، مقارنة بالتقديرات السابقة في يناير/كانون الثاني البالغة 69.76 دولارًا.

تحليل أسعار النفط
كتب محللو آي إن جي (ING) حول تحليل أسعار النفط: "في حين أن التوجه نحو المخاطرة رفع أسعار معظم الأصول ذات المخاطر أمس؛ فإن النفط تخلّف عن الركب بسبب توقعات زيادة إنتاج أوبك+".
ونلقّت رويترز أن قازاخستان، التي تنتج نحو 2% من إنتاج النفط العالمي، والتي تجاوزت حصتها مرارًا وتكرارًا خلال العام الماضي، قالت إنها ستعطي الأولوية للمصلحة الوطنية، بدلًا من مصلحة أوبك+، في تحديد مستويات الإنتاج.
وقال محللو آي إن جي: "إن استمرار الخلاف حول حصص الإنتاج بين أعضاء أوبك+ يُمثل خطرًا سلبيًا واضحًا؛ لأنه قد يؤدي إلى حرب أسعار".
دعّمت دلائل على أن الولايات المتحدة والصين قد تقتربان من محادثات تجارية الأسعارَ؛ إذ ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن البيت الأبيض سيكون على استعداد لخفض تعرفاته الجمركية على الصين إلى 50% من أجل فتح المفاوضات.
وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، أمس الأربعاء، إن الرسوم الجمركية الحالية على الواردات -البالغة 145% على المنتجات الصينية المتجهة إلى الولايات المتحدة و125% على المنتجات الأميركية المتجهة إلى الصين- غير مستدامة ويجب تخفيضها قبل أن تبدأ محادثات التجارة بين الجانبين.
ومع ذلك، صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، بأنه لن يكون هناك تخفيض أحادي الجانب في التعرفات الجمركية على السلع القادمة من الصين.
ويقول محللو ريستاد إنرجي إن الحرب التجارية المطولة بين الولايات المتحدة والصين قد تخفض نمو الطلب الصيني على النفط إلى النصف هذا العام من 180 ألف برميل يوميًا إلى 90 ألف برميل يوميًا.
وأفادت صحيفة فايننشال تايمز بأن ترامب يدرس أيضًا إعفاءات من الرسوم الجمركية على واردات قطع غيار السيارات من الصين.
ومن المحتمل أن يضغط ذلك على أسعار النفط؛ إذ ستعقد الولايات المتحدة وإيران جولة ثالثة من المحادثات نهاية هذا الأسبوع بشأن اتفاق محتمل لإعادة فرض القيود على برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم.
ويراقب السوق المحادثات بحثًا عن أي مؤشر على أن التقارب الأميركي الإيراني قد يؤدي إلى تخفيف العقوبات على النفط الإيراني وزيادة الإمدادات.
لكن الولايات المتحدة فرضت، يوم الثلاثاء، عقوبات جديدة على قطاع الطاقة الإيراني، وهو ما وصفه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بأنه يُظهر "انعدام حسن النية والجدية" بشأن الحوار مع طهران.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر..