"بالعربي" تسدل الستار على الفعاليات المحتفية بالإبداع وصناعة المحتوى

"بالعربي" تسدل الستار على الفعاليات المحتفية بالإبداع وصناعة المحتوى
"بالعربي" تسدل الستار على الفعاليات المحتفية بالإبداع وصناعة المحتوى

“الإبداع ممكن بلغة الضاد”، “هي لا تخذل المتحدّث بها في أي فكرة تطرق رأسه”، “النجاح يحالف أحلام العرب متى توفّرت العزيمة والدعم، بما فيها التي تتمسّك بالعربية في ميادين تلازمت في أذهان الناس بلغات أجنبية”؛ عينة من سلسلة قناعات خرج بها الحاضرون في القمة الافتتاحية لمبادرة “بالعربي”، التي أُسدل الستار عليها مساء أمس الأحد بالدعوة إلى “تمكين أصوات الناطقين باللغة العربية”.

وبصم اليوم الثاني لفعاليات القمة، كسابقه، على حضور وازن لعرب من أوطان عربية مختلفة، ما مكّنهم من “مواصلة الوقوف على قدرة العقل العربي على الإبداع، سواء في ميادين التعريب أو العلوم أو البرمجيات أو التطوع والبناء”، وفق ما أكدوا في شهادات التقطتها هسبريس.

جمعت القمة، وفق المنظمين، “أكثر من 800 مشارك، توافدوا للاستماع إلى ما يزيد عن 20 متحدثا ومحاضرة”، كما “وفّرت فضاء واسعا لتبادل القصص الملهمة والتجارب المتنوعة، التي تعكس عمق وغنى التجربة العربية المعاصرة، إذ ركّزت جلساتها وأنشطتها التفاعلية على استشراف آفاق جديدة للتواصل الثقافي والفكري بين مختلف المجتمعات العربية”.

في هذا الصدد، صرّح الدكتور سعيد إسماعيل، رئيس معهد قطر للرعاية الصحية الدقيقة بالإنابة عضو مؤسسة قطر، بأن المبادرة المذكورة “تمثّل محطة فارقة لإعادة إحياء اللغة العربية، لا بوصفها مجرّد تراث لغوي، بل كمحرّك حيّ للإبداع ورافعة للابتكار في زمن العلم والتكنولوجيا”، مضيفا أن المؤسسة لا تنظر إلى “اللغة العربية كتراث جامد، بل لغة حية قادرة على استيعاب التطوّرات العلمية والتكنولوجية وصياغتها برؤية عربية أصيلة”.

شعلة لا تنطفئ

نون ذو النون، مُعلّمة قطرية حضرت أنشطة القمة، قالت إن “مبادرة “بالعربي جميلة جدا ومدعاة للفخر؛ فالاشتغال في قطاع التعليم يمكّن من رصد المشاكل التي يواجهها الطلاب في التحدّث عربية فصحى سليمة”، مردفة بأن “كثيرين يعدونها صعبة ولا يستطيعون الجهر بها بفخر أمام الجميع، لكن هذه القمة أثبتت العكس تماما من خلال قصص المتحدّثين”.

وصرحت ذو النون لهسبريس، على هامش القمة، بأن “جميع ما يُشهد اليوم فخر للمجتمع العربي”، قائلة: “أحببنا الحديث باللغة العربية الفصيحة طيلة أمس واليوم، وأرجو أن تتلو هذه القمة نسخ أخرى؛ فهي شعلة يجب ألا تنطفئ”.

محمد اللواتي الذي قدم من عمان أكدّ أنه “استفاد بقوة من قمة بالعربي”، كاشفا أن “المبادرة تحث الشباب العربي على الترويج لثقافته من خلال تقديم محتوى مصنوع باللغة العربية”، كما “تشجعه على أن تكون لغة الضاد شيئا ملازما في حياته”.

وأيقن اللواتي من خلال قصص المتحدّثين، وفق ما أكد لهسبريس على هامش القمة، أن “العربي إذا كان يمتلك مشروعا يمكن أن يطلق عليه باعتزاز اسما بالعربية حتى ولو في دول غربية دون توجس من الفشل، وأن الأحلام يمكن أن تتحقق في أي وقت”، وتابع: “تعلّمت الكثير من خبرات غيري هذين اليومين”.

وشدد المستمع في قمة “بالعربي” على أن “من يقيمون الصلة بين الارتقاء بالإبداع في مجالات البرمجة وغيرها، بتعلم اللغة الإنجليزية، حصرا، غير صائبين في طرحهم”، مفيدا بأن “لغة الضاد لها ما يؤهلها لأن تكون لها لغة خاصة بها في ميدان التطوير المعلماتي؛ فألسنة الناس في نهاية المطاف حروف ومقاطع صوتية، ولا فرق بين لغة وأخرى”.

مبادرة فريدة

“هذه القمة من أهم القمم التي حضرتها وأثقلها وزنا”، يقول رُبعي سراج، صحافي سوداني مقدم “بودكاست”، شارحا أن “هذه مبادرة طيبة أقامتها مؤسسة قطر، احتلت بؤرة الضوء بالرقي العالي الذي بصم عليه مستوى الأفكار والعروض التي نوقشت، خصوصا عرض: هل نعمل لنعيش أم نعيش لنعمل؟ الذي قارب إشكالية عدم ملاءمة ساعات العمل المعمول بها عالميا لنا نحن العرب”.

كما التقط المستمع في “بالعربي”، وفق ما أكده لهسبريس، “حضورا رفيع المستوى، وعلاقات طيبة ومفيدة تنسج”، معبرا عن اعتقاده أن “هذا المؤتمر سيكون منصة لانطلاقة مؤتمرات كبيرة تزيد وهجا باللغة العربية”.

نقطة اختلاف “مبادرة بالعربي” هي أنه “بينما تقوم القمم الخاصة باللغة العربية غالبا باستدعاء المختصين بالعربية، هذه المبادرة دعت صناع محتوى ذوي أفكار ملهمة ومطبّقة عمليا”، يورد سراج، مُصرّا على أن “هذا الأمر غير مسبوق، من غير المستبعد تأثيره إيجابا على الحاضرين، خصوصا من الأجيال الصاعدة التي حضرت”.

وأشادت سهى خلف، سورية مقيمة بدولة قطر، “بتركيز الفعالية على دور اللغة العربية وأهميتها”، مؤكدة أن “الأفكار التي عُرضت قد تكون بسيطة ظاهريا أحيانا، لكنها أحدثت فرقا كبيرا في حياة ساكنة البلد حيث نشأت وتحولت واقعا، وفي حياة الأمة العربية”.

وخرجت خلف من القمة بخلاصة مفادها أنه “لا يجب تقزيم أي فكرة، أو الاستهانة بها حينما تطرق بالنا؛ فهي تحتاج فقط أن تجد لها رعاة حقيقيين قادرين على المضي في اتجاه بلورتها، وأن تعرض على أشخاص لن يبخلوا بتقديرها ومساندتها وتطويرها”.

وشددت على أن “هذا هو المستفاد المهم من هذه المبادرة”، داعية إلى “الفخر؛ لأن ثمّة عربا مسلمين يبتكرون ويبدؤون من الصفر وينهضون من الركام”. وخلصت إلى أن “مواطني المنطقة العربية، يحتاجون تضافر الجهود لينطلقوا بأوطانهم نحو الازدهار والرخاء من جديد”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق 19 مايو.. تأجيل محاكمة 3 متهمين في قضية "خلية الجبهة"
التالى «قفلوا ومشيوا».. إحالة مديرة و5 عاملين بوحدة طب الأسرة بالدقهلية للمحاكمة التأديبية