تتواصل جهود استكشاف النفط والغاز في أفريقيا، في محاولة للاستفادة من موارد القارة الهائلة وتلبية الطلب الإقليمي بالإضافة إلى التوسع في التصدير أيضًا.
ورغم وفرة الهيدروكربونات في القارة السمراء، فإنها تواجه تحديات تعوق تحويل هذه الموارد إلى "ثروة" فعلية، في ظل "نقص الاستثمارات والتمويل، وضعف البنية التحتية، وتباطؤ السياسات والموافقات، ومخاوف الشركات الدولية من بعض حالات الانفلات الأمني والصراعات الداخلية".
وفي خضم هذه الفجوة بين الموارد واستغلالها، تلوح في الأفق بارقة أمل مع تزايد جولات التراخيص وزيادة مشروعات التنقيب، وفق خريطة رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) في أنحاء القارة.
وكشف تتبع هذه الخريطة عن أن نحو 3 دول عربية تنتمي إلى أفريقيا تشهد انتعاشة قوية في تراخيص العام الجاري 2025، مع طرح دول عدة مساحات جديدة أمام شركات النفط العالمية.
استكشاف النفط والغاز في أفريقيا
يتلقى قطار استكشاف النفط والغاز في أفريقيا دفعة قوية من نتائج جولات التراخيص التي شهدتها وما زالت تشهدها دول عدة بالقارة.
ويُترجم هذا الزخم خلال انعقاد ملتقى استثمارات الطاقة في أفريقيا في نسخته للعام الجاري، الذي يعوّل المنتجون عليه لجذب الاستثمارات لأصول المنبع.
ويتزامن انعقاد الملتقى مع طرح ما يزيد على 150 مربعًا لاستكشاف النفط والغاز في أفريقيا، موزعة على 10 دول.
ويهدف الملتقى إلى التنسيق لجذب الاستثمارات الدولية للمطورين والمستثمرين الإقليميين، عبر تضافر الجهود بين الحكومات وشركات النفط الوطنية والوزارات المعنية.
وتنوعت المربعات المطروحة بين مناطق برية وبحرية، وتغطي المساحات الجديدة شمال القارة السمراء وغربها ووسطها وشرقها، حسب معلومات نشرها موقع إنرجي كابيتال أند باور.
ويُوصف زخم أجندة التراخيص الأفريقية للعام الجاري بأنه "الأكثر نشاطًا" خلال السنوات الأخيرة، إذ يُغطي دولًا من بينها: الجزائر، وليبيا، ومصر، والكونغو، وليبيريا، وسيراليون، وأنغولا.
وتدعم الدول الأفريقية عملية طرح المربعات للتطوير ببيانات زلزالية، وغيرها من الوسائل المساعدة الأخرى لجذب المطورين.
جولات التراخيص والتنقيب في أفريقيا
تُعدّ جولات التراخيص والتنقيب في القارة أبرز الملفات على مائدة الملتقى، إذ يبدي المطورون -عادة- اهتمامًا بالمربعات الجديدة.
ومن المتوقع أن يشهد الملتقى المرتقب تفاصيل إصلاح قطاع الطاقة في سيراليون، وتطرح شركة وطنية حديثة العهد في جنوب أفريقيا رؤيتها، بالإضافة إلى بحث دور شركة توتال إنرجي في دعم الاستثمارات الأفريقية وتحول الطاقة.
ويشارك في المؤتمر وزراء طاقة عدد من الدول الأفريقية والعربية، من بينها الغابون وموريتانيا، وممثّلو الشركات الوطنية في القارة، وشركات التقنيات والتمويل لبحث سبل تحسين قيمة الأصول، وعلى هامش الانعقاد تُوقع 6 صفقات تتعلق بقطاع المنبع.
وفي هذا التقرير، نتطرق إلى معلومات حول جولات التراخيص المطروحة في كل من: "الجزائر، وليبيا، ومصر"، بوصفها نموذجًا لدول عربية تبذل جهدًا لتعزيز جهود استكشاف النفط والغاز في أفريقيا.
جولة تراخيص النفط والغاز في الجزائر
في 14 أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي 2024، طرحت الجزائر جولة تراخيص لمشروعات النفط والغاز في المنبع، ضمن برنامج استكشاف وإنتاج عمره 5 سنوات، حسب موقع زاوية.
وأعلنت وكالة تثمين المحروقات "مناقصة الجزائر 2024" أمام المطورين الدوليين، وتضمّنت فرصًا للاستكشاف في 6 مواقع بالبلاد من أصل 17 موقعًا حصرتها الوكالة للتطوير خلال تنفيذ البرنامج.
وتضم الجولة الحالية 5 مربعات تضم اكتشافات غاز، ومربعًا واحدًا لتعزيز إنتاج النفط، إذ تتميز هذه الجولة بطرح فرص "استكشاف، وتطوير، واستغلال"، ولن تقتصر على الاستكشاف فقط، ما يعزّز أرباح شركات النفط العالمية.
وتعوّل الجزائر على الجولة لتأمين 20 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا حسب التقديرات الأولية، خلال مدة تتراوح بين 5 و10 سنوات.
ويعادل ذلك 40% من حجم صادرات الغاز الجزائرية الحالية، ما يضمن تدفق المزيد من الموارد إلى أوروبا.
وتشير التوقعات إلى أن المناقصات المرتقبة للعامين الحالي والمقبل، ضمن البرنامج، ستتضمن مشروعات للاستكشاف البحري.
جولة تراخيص النفط والغاز في ليبيا
في 3 مارس/آذار الشهر الماضي، أطلقت ليبيا جولة تراخيص للتنقيب عن النفط والغاز هي الأولى من نوعها منذ 18 عامًا.
وتقدر طرابلس أراضيها غير المستكشفة حتى الآن بنحو "ثلثي" المساحة الإجمالية للدولة؛ ما يجعلها بمثابة حقول نفط وغاز مستقبلية تدعم هدف زيادة الإنتاج إلى ما يترواح بين 2 و3 ملايين برميل يوميًا.
وجدّدت مؤسسة النفط الوطنية تمسكها بالتزاماتها التعاقدية مع شركات النفط العالمية، لتهيئة الظروف الملائمة لزيادة موارد البلاد وطرح بيئة استثمار مواتية.
وتشمل الجولة -الأولى منذ عام 2007- ما يُقدّر بنحو 22 منطقة برية وبحرية، ممتدة على مساحة 235 ألف كيلومتر مربع، بموارد تُقدر بما يزيد على 10 مليارات برميل مكافئ، ما يعزّز جاذبية الاستثمار.
يأتي ذلك بالإضافة إلى 19 اكتشافًا للنفط والغاز (12 اكتشافًا في 5 مناطق برية، و17 في 4 مناطق بحرية) كانت مؤسسة النفط الوطنية قد أعلنتها، باحتياطيات إجمالية تصل إلى 1.63 مليار برميل مكافئ.
ومن المناطق البرية المطروحة: غدامس (3 مناطق استكشاف)، ومزرق (منطقة واحدة)، وسرت (4 مناطق)، وبرقة (3 مناطق).
أما المناطق البحرية فهي: صبراتة (منطقة استكشاف واحدة)، وسرت (3 مناطق)، وبرقة (7 مناطق).
جولة تراخيص النفط والغاز في مصر
في إطار تعزيز جهود استكشاف النفط والغاز في أفريقيا، أطلقت مصر مزايدة -في أغسطس/آب العام الماضي- لاستعادة مستويات الإنتاج المعتادة بالاستفادة من فرص التنقيب.
وشملت المزايدة طرح شركة "إيجاس" 12 مربعًا في البحر المتوسط ودلتا النيل (10 مربعات بحرية، ومربعان بريان)، بنظام عقود تقاسم الإنتاج.
وتضمنت المربعات البحرية (شمال فوكا، وشمال برج العرب، وشمال سيميان، وغرب ظهر، وشمال غرب أتول، وجنوب ظهر، وشمال رأس التين، وشرق الإسكندرية، وغرب أتول، وشمال نور)، والمربعان البريان هما: غرب دسوق، وشمال المنصورة.
ووفق خريطة منصة الطاقة المتخصصة، يقع مربع بحري في حوض هيرودوت، والمربعات الـ9 الأخرى في حوض دلتا النيل، والمربعان البريان في حوض دلتا النيل البري.
وبعد إعلان البيانات الزلزالية ثنائية وثلاثية الأبعاد لأحواض: (هيرودوت، وليفانت، ودلتا النيل البحري، ودلتا النيل البري)، حددت شركة "إيغاس" المصرية أن باب التقدم بالطلبات الرسمية إلى وزارة البترول ممتد حتى يوم 25 فبراير/شباط الماضي.
وتُعد هذه ثامن المزايدات المعلنة في مصر عبر التقنيات الرقمية، إذ كشفت الهيئات المعنية عن منصة تتضمّن تحديثًا للبيانات الرسمية، طبقًا لموقع إيجبت أويل أند غاز.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
