سلطت ورقة بحثية الضوء على الأهمية الاستراتيجية لتأكيد الولايات المتحدة دعمها لسيادة المغرب على صحرائه ولمخطط الحكم الذاتي المغربي، في 8 أبريل 2025، مشيرة إلى أن هذا التأكيد يندرج في إطار استمرارية الموقف الأمريكي الذي تم تبنيه لأول مرة في دجنبر 2020 خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى وظل ثابتًا عبر الإدارات الأمريكية المتعاقبة حتى عام 2025؛ مما يمنحه قوة سياسية مستدامة.
الورقة، المعنونة بـ”الصحراء المغربية.. الدعم الأمريكي المتجدد وتداعياته الإقليمية” والصادرة عن مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، قالت إن التأكيد الأمريكي بتاريخ 8 أبريل 2025، والذي يدعم صراحة سيادة المغرب على الصحراء وخطة الحكم الذاتي، يشكل منعطفا دبلوماسيا حاسما ويؤكد أن هذا الخيار يشكل الآن الأفق الأكثر واقعية لحل دائم لهذه القضية.
وأبرزت الورقة ذاتها أن الصحراء المغربية تفرض نفسها كرافعة استراتيجية للتكامل الإقليمي؛ مما يضع المملكة كلاعب رئيسي في التعاون جنوب-جنوب والتواصل الأطلسي.
وأكدت الوثيقة أنه رغم أن التحديات لا تزال قائمة، فإن الوضع الدولي يبدو أكثر ملاءمة للمقترح المغربي. وبفضل شرعيته التاريخية وتقدمه الدبلوماسي الكبير، أصبح المغرب قادرا على تعزيز إنجازاته وتعزيز الصحراء كمركز للاستقرار والنمو الاقتصادي والازدهار المشترك.
وأشارت إلى أن هذا الموقف يأتي في ظل تعقيدات إقليمية (أزمات الساحل، توترات الشرق الأوسط) وتطورات دبلوماسية لصالح مخطط الحكم الذاتي المغربي، حيث يتزايد الدعم الدولي له من دول أوروبية وعربية وإفريقية، مقابل تآكل الدعم لجبهة البوليساريو.
وسجل المصدر نفسه أن الموقف الأمريكي يعزز عزلة جبهة البوليساريو وداعميها خاصة الجزائر، كما يتماشى مع توجهات مجلس الأمن الدولي التي تشيد بجهود المغرب “الجادة وذات المصداقية” وتركز على حل سياسي واقعي قائم على الحكم الذاتي قد يسهم في الدفع نحو مفاوضات ترتكز حصراً على هذا المخطط.
وحسب الوثيقة، يُعزى هذا الموقف الأمريكي إلى حد كبير للدبلوماسية المغربية النشطة التي جعلت قضية الصحراء محور شراكاتها الدولية (“المنظار الذي ينظر به المغرب إلى بيئته الدولية”)؛ مما أدى إلى فتح قنصليات في العيون والداخلة وتغيير مواقف دول كبرى، مثل إسبانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا، لصالح مقترح الحكم الذاتي.
وعلى صعيد آخر، خلصت الورقة البحثية إلى أن الموقف الأمريكي يخدم مصالح جيوسياسية للولايات المتحدة تشمل كبح النفوذ الصيني في شمال إفريقيا، وإظهار القدرة على تحقيق نتائج في مناطق التوتر، وتعزيز العلاقات مع المغرب كحليف مستقر وموثوق، ناهيك أنه يُنظر إلى الموقف الأمريكي كعامل استقرار محتمل في المنطقة؛ مما يعزز التعاون الأمني بين المغرب والولايات المتحدة لمواجهة التحديات في منطقة الساحل والصحراء.